ذكريات حرب تشرين
البحرية السورية
الوداع الأخير
كانت قد توقفت الحرب
بعد ثغرة الدفرسوار بمصر وما تلاها من أحداث ومفاجئات تحز بالنفس وكنا قد علمنا
بقرب انتهاء الخدمة الالزامية التي استمرت اربع سنوات ونصف ،
سعدنا كجنود بعد ان قامت الادارة ببناء نصب
تذكاري متواضع للشهداء على ان يستكمل لاحقاُ .وتم استقبال الاهالي وتكريم الشهداء
حزنت كثيراً لمرآى الأمهات والأطفال ومظاهر
اليتم والبؤس على وجوه البعض .نحن ننظر للاهالي نبحث في وجوههم عن أصدقائنا الذين
استشهدوا وهم يبحثون عن أولادهم بيننا ويخيم وجوم حزين لاينته الى الأبد .
اسماء استوطنت الحجر وضمير الشعب ومع كل حرف
صامت على النصب كانت ضحكاتهم مازالت تجلجل حولنا ولا يستطيع المحب ان يميز بين
الصدى والواقع الا حين يعلو نحيب ام ثكلى أو طفل ينادي بابا وقد أثارته الملابس
الشبيهة بألبسة والده التي تعود عليها من في البيت.
وكنا قد تسلمنا أوامر التسريح وخلال ساعات
سنرحل تاركين كل شيئ ما عدا الذكريات الحزينة,
اقترحت على أصدقائي أن نشتري أكليل ورود نضعه على النصب قبل
أن نغادر وفاءً لأحبتنا الذين عشنا معهم وعاشوا معنا في احلك اللحظات .
وبما أننا أصبحنا مدنيون تقدم الأكبر عمراً بيننا وقام بوضع الأكليل ودموعنا الصامته
وبكل حنان قلنا وداعاٌ .
ملاحظة :بعد سنوات
التقيت بأخد الأصدقاء المتطوعون
فقال لي :ان العمل
الذي قمتم به بوضع الورود على النصب
أصبح تقليداً لكل الدورات
التي تنهي خدمتها .فحمدت الله .
فاروق عيسى اللاذقية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق